

لم يعد المشهد الوظيفي في المملكة العربية السعودية كما كان في السابق؛ فالعصر الذي كان الموظف فيه يكتفي بالالتزام بساعات العمل الرسمية، وينتظر راتبه الشهري دون مبادرة أو تطوير، أصبح جزءاً من الماضي.
اليوم، وفي ظل رؤية المملكة 2030، يمر سوق العمل بتحولات جذرية تستهدف رفع كفاءة الأداء، وتعزيز الإنتاجية، وإتاحة الفرص أمام الكفاءات الطموحة التي تسعى للابتكار والتميز.
لقد جاء عهدٌ جديد، يقوم فيه النجاح الوظيفي على المهارات والمعرفة والمرونة، أكثر من اعتماده على الحضور الجسدي والروتين الإداري.
فالموظف الذي يكتفي بالحد الأدنى من الجهد، دون تطوير مهاراته أو المشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف مؤسسته، لم يعد له مكان في بيئة عمل تقودها المنافسة العالمية وتسندها التكنولوجيا المتقدمة.
ومع التطور السريع في التقنيات الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، لم يعد مستقبل بعض الوظائف الإدارية التقليدية مضموناً ، وكثير من المهام التي كانت تحتاج إلى جهد بشري متكرر يمكن الآن أن تُنجز آلياً بسرعة ودقة أعلى، وهو ما يفرض على الموظفين التوجه نحو المهارات الإبداعية، التحليلية، والقيادية التي لا يمكن للتقنية أن تعوّضها.
إن رؤية المملكة 2030 لا تسعى فقط إلى بناء اقتصاد مزدهر، بل تهدف أيضاً إلى بناء إنسان منتج، متجدد، ومبادر. ولهذا، فإن الاستثمار الحقيقي لم يعد في وظيفة تقليدية آمنة، بل في تعلّم مستمر، تطوير ذاتي، وإتقان مهارات المستقبل التي تجعل الموظف جزءاً فاعلاً من رحلة التحول الوطني.