على عتبات التخرّج أصنع أثرًا

كل نهاية تحمل في طيّاتها بداية جديدة، وأنا الآن أقف على عتبة التخرّج، أراجع الرحلة التي لم تكن يومًا سهلة، لكنها كانت كريمة في دروسها.
الجامعة لم تعلّمني فقط كيف أنجز مشروعًا، أو أقدّم عرضًا، أو أنجح في اختبار، بل علّمتني ما هو أعمق من ذلك، علّمتني أن الفشل ليس عيبًا، بل طريق للفهم الأوضح.
وأن الفرص لا تُمنح، بل تُصنع.
وأن الصداقة الحقيقية تظهر في وقت الضغط، لا في وقت الفراغ.
ومن خلال تخصصي في إدارة المشاريع السياحية والترفيهية، أدركت أن النجاح لا يصنعه الفرد وحده، بل هو نتيجة التخطيط، والعمل الجماعي، وفهم الناس واحتياجاتهم.
كل فكرة سياحية لا تعيش على الورق، بل تحتاج إلى واقعية، وابتكار، وجرأة في التنفيذ.
وقد فتح هذا التخصص عينيّ على أهمية التفاصيل، وعلى كيف يمكن للثقافة والترفيه أن يبنيا اقتصادًا ويصنعا أثرًا.
أما التدريب الميداني والمواقف اليومية التي واجهتها، فقد صنعت في داخلي شيئًا لا تمنحه الكتب:
المرونة، والقيادة، وتحمل المسؤولية.
رسالتي لكل طالبة تقرأني الآن:
لا تنتظري التخرّج حتى “تبدئي” حياتك…
ابدئي من الآن: شاركي، تطوّعي، بادري، وكوني النسخة الأقوى من نفسك.
فالتخرّج ليس ورقة تُعلّق، بل رحلة تُعاش…
ويبدأ أثرها الحقيقي حين نعرف من نحن، وماذا نريد أن نضيف لهذا العالم.
وكل الامتنان أقدّمه لجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، التي لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية، بل بيتي الثاني، ومنبع كثير من المعارف والتجارب والمواقف التي صنعتني.
شكرًا لكل من علّمني حرفًا،
ولكل من ترك في طريقي أثرًا لا يُنسى.
الكلية: التطبيقية بالخرج