كيف ساعدني العمل التطوعي على اختيار تخصصي الجامعي؟

منذ سنواتي الأولى، وأنا أجد في العمل التطوعي شيئًا يلامس روحي، ويشكّل هوايةً تملأ أيامي بالمعنى. لم يكن العمل التطوعي بالنسبة لي مجرّد وقتٍ أُقضيه، بل كان مساحةً أتعرّف فيها على نفسي، وأبني فيها شخصيتي.
لقد كانت مشاركاتي في فعاليات الأيتام، وزيارات دور المسنين، وتجربتي مع مراكز ذوي الإعاقة، محطاتٍ فارقة في مسيرتي الشخصية والإنسانية. في كل مرة كنتُ أقدّم فيها المساعدة، كنت أعود محمّلًا بتجارب جديدة، وبقلبٍ أوسع، وبمسؤوليةٍ أشمل تجاه وطني ومجتمعي.
ومع تراكم التجارب، وجدت نفسي أميل إلى تنظيم الفرق وإدارة الجهود، فشغفت بإدارة العمل التطوعي، وخاصة في جانب إدارة الموارد البشرية؛ حيث أُشرف على عشرات المتطوعين، أنسّق مهامهم، وأُتابع أثرهم، وأسعى لتطويرهم وتحفيزهم. ومن هنا، نشأ ميولي الحقيقي نحو تخصص إدارة الأعمال، إذ أدركت أن ما أمارسه في العمل التطوعي هو في جوهره تطبيق عملي لهذا العلم.
لم تكن هذه الهواية هوايةً عابرة، بل أصبحت هويةً راسخة. هي التي قرّبتني من الناس، وأعطتني الثقة، وعلّمتني القيادة، وجعلتني أكثر إصرارًا على التفوق الأكاديمي. وأؤمن أن تخرّجي من جامعة الأمير سطام – بإذن الله – سيكون نقطة انطلاق جديدة لتطوير جودة العمل التطوعي الذي أقدّمه، ولتوسيع دائرة تأثيره وفائدته.
إنني اليوم لا أمارس التطوع فقط لأنني أحبّه، بل لأني أراه جزءًا من رسالتي تجاه المجتمع. وكلما خطوتُ خطوة في هذا الطريق، ازداد يقيني أن العمل التطوعي ليس مجرد خدمة… بل هو مدرسة، وهوية، ورسالة حياة.
بقلم: علي بن حسين الفرج
طالب إدارة أعمال – جامعة الأمير سطام