جرائم بلا مسرح: كيف تنمو الجريمة في عالم لا يُرى؟

في الجرائم الكلاسيكية، كان هناك دومًا مسرح جريمة واقعي: ضحية، أداة، مسرح، وبقايا مشهد.
لكن اليوم، تُرتكب الجريمة من خلف شاشة، بلا دماء، بلا شهود، بل وأحيانًا بلا أن يعرف الضحية أنه ضحية.
هذا هو العالم الجديد، حيث لا يحتاج المجرم إلى قناع أو سلاح… بل إلى رابط، أو ملف صوتي مزيف، أو صورة مفبركة.
مرحبًا بك في عصر الجريمة الرقمية، حيثُ لا تُعلن عن نفسها، بل تتشكل من حولك، بصمت خفي.
ومن صورها:
- فتاة تتبرع لحالة إنسانية لتكتشف لاحقًا أنها موّلت عملية غسيل أموال.
- شاب ينقر على عرض وظيفي، فيُسحب من حسابه آلاف الريالات.
- مواطن يقوم بإرسال رقمه الوطني لجهة كان ينشد منها أحلامه، ولكن تظهر هذه الجهة لا شيء سوى وكرٍ للجريمة الرقمية.
- الخطير؟ أن هذه الجرائم لا تترك خلفها مسرحًا ماديًا،
- فقط أثرًا غير مرئي.
- أدوات الجريمة اليوم:
- الذكاء الاصطناعي لتقليد الأصوات وانتحال الهوية.
- الهندسة الاجتماعية لاستغلال المرء في رحمته.
- العملات الرقمية لتقنين الأموال.
- الخوارزميات الذكية لتذكّر كل شخص بنقطة ضعفه.
ومن هنا، تتحوّل الجريمة من سلوك عدواني إلى محتوى رقمي، مغلّف بالرقيّ والأناقة، متطهّر من دناءة أنفسهم بذلك.
وفي هذا الزمن، الوعي هو المحقق الوحيد الباقي.
لنا جميعًا، فلقد أصبحنا جزءًا من المسرح،
حتى لو لم نرَ الجريمة.
ليان محمد البطاح
طالبة نظم معلومات