تُعد أنظمة تخطيط موارد المؤسسات (ERP) من الركائز الأساسية في إدارة الأعمال الحديثة، حيث تُمكّن من دمج العمليات التشغيلية والمالية ضمن منصة موحدة، ما يُحسّن كفاءة الأداء ويُعزز دقة التقارير واتخاذ القرار.

دور الإدارة المالية في ERP
تستفيد الإدارة المالية بشكل كبير من أنظمة ERP من خلال إدارة المدفوعات والإيرادات وتوثيق العمليات بدقة. فعند إصدار أمر شراء، يُسهم التكامل بين المستندات المالية في تسهيل المطابقة، منع الصرف غير المصرح به، وتعزيز الحوكمة المالية. كما تُمكّن هذه الأنظمة من إعداد موازنات دقيقة مبنية على بيانات محدثة.

دعم التخطيط المالي والقرارات الاستراتيجية
تُقدم أنظمة ERP بيانات آنية تدعم المقارنة بين الأداء الفعلي والخطط، وتُسهم في تحليل الانحرافات والتخطيط المالي المستقبلي، بالإضافة إلى أتمتة التنبؤات ودمج الخطط ضمن رؤية مالية موحدة.

الامتثال الضريبي وضريبة القيمة المضافة (VAT)
في ظل التحول الرقمي بالمملكة، أصبح تكامل أنظمة ERP مع هيئة الزكاة والضريبة والجمارك أمرًا ضروريًا، خاصة مع تطبيق الفوترة الإلكترونية. توفر الأنظمة أدوات لحساب وتوثيق ضريبة القيمة المضافة، وإعداد التقارير الضريبية بدقة، مما يقلل الأخطاء ويضمن الامتثال.

مثال تطبيقي – كوكاكولا
واجهت شركة كوكاكولا تحديات في إدارة ضريبة القيمة المضافة عالميًا بسبب تنوع الأسواق. وباعتمادها على ERP، تمكنت من توحيد أنظمتها المالية، وتبسيط العمليات الضريبية، وتقليل الأخطاء، مما حسن الأداء العام.

خلاصة
أثبتت أنظمة ERP أنها ليست مجرد أدوات تقنية، بل أساس لشفافية مالية فعالة، وتخطيط دقيق، والتزام ضريبي محكم. وفي ظل التطورات الرقمية، تُعد هذه الأنظمة استثمارًا استراتيجيًا لا غنى عنه لأي منشأة تسعى إلى التميز والاستدامة.

تركي محمد العنزي 

طالب ماجستير  ، كلية إدارة الاعمال