بين الدواء والإنسان… رحلتي في عالم الصيدلة

منذ أن قررتُ اختيار تخصص “الصيدلة”، كنتُ أعلم أن الطريق لن يكون سهلًا، لكنني كنتُ مؤمنًا بأنه طريق يستحق العناء. واليوم، وأنا على مشارف عامي الثاني، بدأتُ أُدرك المعنى الحقيقي لكوني “طالب صيدلة”؛ لا من جانب الدراسة فحسب، بل من حيث المسؤولية، والعلم، والرسالة التي يحملها هذا التخصص.
في بداياتي، كنتُ أظن أن الصيدلي مجرّد شخص يُجهّز الدواء في الصيدلية، لكنني مع مرور الوقت، اكتشفتُ أن الصيدلة أعمق من مجرد صرف وصفة طبية. إنها علم يجمع بين الكيمياء والطب والإنسان. هي ذلك التوازن الدقيق بين فهم تركيب الدواء، وآلية عمله، وتأثيره على جسم الإنسان، وكيفية استخدامه بشكل صحيح لتحقيق الشفاء بأقل ضرر ممكن.
خلال سنتي الأولى، درستُ العديد من المقررات مثل التشريح، والكيمياء الحيوية، والميكروبيولوجي. كانت صعبةً أحيانًا ومليئةً بالتفاصيل، لكنني في كل مرة كنتُ أستشعر أن هذا العلم سيكون في يومٍ ما سببًا في مساعدة مريض، أو تفسير حالة، أو حتى إنقاذ حياة. وكان هذا الشعور وحده دافعًا كافيًا للاستمرار.
ما يعجبني في الصيدلة أنها تخصص يجمع بين العلم والتطبيق، بين المختبر والواقع، بين الإنسان والدواء. وكل يومٍ أتعلم فيه شيئًا جديدًا، أشعر أنني أقترب أكثر من هدفي، وأقترب من فهم كيف أكون صيدليًا، لا ناجحًا فحسب، بل فاهمًا، واعيًا، ومؤثرًا.
ومع دخولي السنة الثانية، أُدرك أن التحدي سيكون أكبر، لكنني على أتمّ الاستعداد له. فأنا عازم على التعلُّم، وبذل المزيد من الجهد، لأنني على يقين أن هذا الطريق، رغم صعوبته، هو طريقي.
وفي يومٍ من الأيام، سأكون واقفًا خلف طاولة الصيدلية، أو داخل مستشفى، أو حتى ضمن فريق في شركة أدوية، وسأتذكّر تلك البداية البسيطة… التي كانت أول خطوة في رحلة عظيمة اسمها: الصيدلة.
كلية الصيدلة