الفتيات في عالم الهندسة الكهربائية

في الهندسة، لم أبحث عن الراحة…
لكل فتاةٍ حلم، ولكل حلمٍ أمل، ولكل أملٍ طريق لتحقيقه.
حين اخترتُ تخصّص الهندسة الكهربائية، لم يكن القرار سهلًا. لم تكن هناك نماذج نسائية كثيرة حولي أستلهم منها، وكنت أجهل كيف سيكون شعوري في عالم يُوصَف غالبًا بأنه “ذكوري”.
سمعتُ الكثير من التعليقات السلبية، لكن في داخلي كنت أعلم أنني لا أبحث عن الراحة، بل عن التحدّي. لم أرد أن أسلك طريقًا ممهدًا، بل أن أرسم طريقي بأسلاكي الخاصة.
ومع مرور الأيام، بدأتُ أغوص في عالم الهندسة… عالمٍ مليء بالرموز والمعادلات، بالأجهزة الدقيقة والتوصيلات المعقّدة. أدركتُ أن كل خط في الدائرة يحمل رسالة، وكل مقاومة تقاوِم لسبب، وكل شرارة صغيرة قد تُحدِث فرقًا كبيرًا. لم أعد أرى الهندسة كتخصّص أكاديمي فقط، بل كعدسة أرى بها الحياة.
واجهتُ صعوبات كثيرة: موادّ تتطلّب جهدًا ذهنيًا عاليًا، وساعاتٍ طويلة في المعامل، ومشاريع تحتاج إلى دقّة وصبر. لكن في كل مرة أنجح فيها بتشغيل دائرة أو فهم فكرة معقّدة، أشعر بانتصار خاص بي. شيئًا فشيئًا، أصبحتُ أشعر أنني أنتمي إلى هذا العالم، وأني لستُ غريبةً عنه.
الهندسة الكهربائية ليست علمًا فقط، بل فنٌّ كذلك. أن تحوّلي فكرةً إلى مشروع، وخطًّا على الورق إلى دائرةٍ تنبض بالحياة، أو تكوني جزءًا من حلٍّ لمشكلة تواجه المجتمع، هو شعور لا يُوصَف بالكلمات. هو شعور بالفخر، بالإنجاز، وبالانتماء.
أنا اليوم لا أدرس فقط “هندسة”، بل أُمهّد الطريق لغيري من الفتيات.
أقول لكل من تقرأني: مكانُنا هنا، في كل معمل، في كل سلك، في كل فكرة وابتكار. لسنا أقلّ، ولسنا استثناء… نحن القاعدة القادمة، بكل جدارة.
رسالة أخيرة:
لا تسمحي لأيّ صوت أن يُطفئ شغفكِ، ولا تخشي المجهول. فبعض الطرق لا نعرف أنها تناسبنا… إلا عندما نمشيها.
الطالبة: لمى شهوان
طالبة هندسة كهربائية