في ظل التغيرات المتلاحقة التي طرأت على عالمنا في الآونة الاخير من تزايد أهمية المعرفة كموجه للنمو في سياق الاقتصاد العالمي، وثورة المعلومات والاتصالات، وظهور سوق عالمي للعمالة، والتحولات الاجتماعية العالمية، وانتشار مؤسسات التعليم العالي الخاصة والأهلية، تلك التغيرات فرضت واقعًا جديدًا على التعليم العالي أدت إلى ضرورة بناء معايير على المستوى الوطني والدولي، من أجل ضمان جودة مخرجات مؤسسات التعليم العالي على جميع مستوياتها، والتطوير المستمر لها، وضمان الجودة في أقسامها وبرامجها العلمية، وفي أساليب الأداء والإجراءات الإدارية فيها؛ لذا ظهر الاعتماد الأكاديمي بنوعيه المؤسسي والبرامجي.
في البداية؛ لابد أن نجيب على بعض التساؤلات التي تدور في خاطر كافة المهتمين بالعملية التعليمية، ولعل أول خاطر يدور هو
- ماذا يعني الاعتماد الأكاديمي؟
فالاعتماد الأكاديمي هو حصول المؤسسة التعليمية على شهادة رسمية من هيئة معترف بها، تنص على توافق الأنشطة والعمليات والإجراءات في تلك المؤسسة، مع المعايير الأكاديمية والممارسات الجيدة التي تطبقها تلك الهيئة.
- ما هي أهداف الاعتماد الأكاديمي؟
يهدف الاعتماد الأكاديمي إلى الارتقاء بجودة التعليم العالي والمحافظة عليه، وصولا إلى الوضوح والشفافية في جميع أنشطة المؤسسة التعليمية والإدارية، وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة للطلبة، وأرباب العمل، وغيرهم من المعنيين حول أهداف البرامج التعليمية التي تقدمها المؤسسة، وإجراءاتها في تحقيق تلك الأهداف، والتأكد من أن برامج المؤسسة الحاصلة على الاعتماد الأكاديمي بجميع أنشطتها وفعاليتها تحقق متطلبات التنمية، وتلبي حاجات الطلاب والمجتمع، وتتفق مع المعايير العالمية ومتطلبات المهن، وتؤدي إلى رفع مستوى الأداء المهني، وزيادة الشعور بالمسؤولية المهنية لدى العاملين، وتحمل المسؤولية الجماعية لتطوير المؤسسة والمحافظة على جودة مخرجاتها.
- ما هي فوائد الاعتماد الأكاديمي؟
لعل من أهم فوائد الاعتماد الأكاديمي هو مشاركة كافة منسوبي الجامعة في إعداد رؤية موحدة، ورسالة واضحة، يلتف حولها الجميع ويخلصون في تنفيذها، ويحرصون على مراجعتها؛ لتواكب التغييرات المتسارعة، وارتفاع الروح المعنوية لدى منسوبي الجامعة، والشعور بالانتماء لأسرة واحدة، مما يحقق رضًا وظيفيًّا أكبر، ورفع مستوى الأداء المهني، وزيادة الشعور بالمسؤولية المهنية. كما تعزز سمعة المؤسسة وبرامجها محليًّا وعالميًّا، وتعزز ثقة المجتمع بالبرامج التعليمية التي تقدمها المؤسسة وجودة مخرجاتها.
- وأخيرًا أين نحن في جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز؟
منذ أن أنشئت الجامعة في عام 1430هـ، وهي تخطو خطوات متسارعة نحو الحصول على الاعتماد الأكاديمي الوطني ، فبعد أن استقبلت الجامعة زيارة المراجعة التطويرية من خبراء الهيئة الأجانب، مما كان له الأثر الكبير على الجامعة وبرامجها من حيث الدافع والدافعية، فبعد الحصول على التقارير النهائية للمراجعة التطويرية، والتي تضمنت عددًا من الإشادات، والمقترحات والتوصيات، عكفت الجامعة على وضع خطط تنفيذية لتحسين جودة الأداء، تلبي متطلبات الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، كما تلبي تطلعات الجامعة في تحسين جودة الأداء وصولاً إلى الاعتماد الوطني في القريب العاجل إن شاء الله . ومع ذلك لم تغفل الجامعة جانب الاعتماد الأكاديمي الدولي فقد حصل عدد من الكليات والبرامج على الاعتماد الدولي من هيئات أمريكية وألمانية.