الأحد 24 نوفمبر 2024

التخطيط الاستراتيجي يرسم مستقبل المؤسسة

التخطيط الاستراتيجي يرسم مستقبل المؤسسة

التخطيط الاستراتيجي عملية منظمة ومستمرة تتضمن مجموعة من الإجراءات والأنشطة يشترك فيها ويستفيد منها أفراد المؤسسة وأبناء المجتمع، وتسعى نحو تحقيق رؤية ورسالة وأهداف المؤسسة .

والتخطيط الاستراتيجي السليم يتسم بالمرونة والتكيف مع بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية، ويسعى نحو تفادي المخاطر الحالية والمحتملة، وذلك من خلال دراسة فريق التخطيط الاستراتيجي بالمؤسسة للوضع الراهن، ووضع الخطط التنفيذية للرقي بالمؤسسة، والمحافظة عليها، وتلبية حاجات المستفيدين في المجتمع.

والخطة الاستراتيجية للمؤسسة تجسد خطوة مهمة في نمو المؤسسة، وترسم صورة الى أين تتجه المؤسسة، وتوفر إطار عمل لمواءمة الأنشطة المتنوعة فيها والتي تدعم بشكل فعال رسالتها.

طبيعة العلاقة بين التخطيط والتنفيذ علاقة تكاملية؛ فالتخطيط وحده لا يكفي بل يحتاج إلى أن يترجم إلى أعمال تنفيذية على أرض الواقع بمفهوم يلبي حاجات وطموحات المستفيدين.

إن وجود خطة استراتيجية متطورة يزيد ويسرع من فرصة توجه أنشطة المؤسسة اليومية نحو النتائج المرغوب فيها، و يعين أعضاء المؤسسة في التركيز على الأولويات الصحيحة، ويحسن مفهوم العمل الجماعي والعمل معا من أجل تحقيق هذه الأولويات.

ويمكن للمؤسسة أن تحافظ على نفسها من خلال دراسة نتائج عملية التخطيط الاستراتيجي بصورة دورية، والتركيز على الفرص المتاحة ونقاط القوة والاستفادة منها؛ لضمان بقاء المؤسسة وارتقائها، ومواجهة نقاط الضعف، والعمل على تفادي المخاطر.

إن قيام المؤسسة بالتخطيط الاستراتيجي بصورة مستمرة يمنح أفراد المؤسسة الثقة بالنفس، ويولد فيهم الشعور بالفخر والاعتزاز؛ وذلك لانتمائهم لمؤسسة متيقظة لمتطلبات الوضع الحالي، ومدركة لتطلعات المستقبل.

ونجاح المؤسسة في الماضي لا يضمن استمرارية نجاحها في الحاضر والمستقبل ، ومن هنا تأتي أهمية الخطة الاستراتيجية كمرجع حيوي يرسم طريق بقاء المؤسسة ومستقبلها. ويقع على عاتق قادة المؤسسة الاشتراك ليس فقط في التخطيط الاستراتيجي ولكن أيضا في متابعة التنفيذ وتقييمه بصورة مستمرة .

ولا بد من الإشارة الى وجود علاقة تكاملية بين التخطيط الاستراتيجي والمشاريع المستقبلية للمؤسسة، حيث إن وجود تخطيط استراتيجي للمؤسسة بدون مشاريع واقعية يلمسها أفراد المؤسسة وأفراد المجتمع يؤدي إلى فشل الخطة، ويولد الإحباط لدى المستفيد الداخلي والخارجي، كما أن وجود مشاريع مستقبلية للمؤسسة بدون تخطيط استراتيجي يتفق عليه فريق العمل، ويشترك فيه أفراد المؤسسة قد يؤدي إلى فشل المشاريع؛ وهذا بدوره يؤثر بصورة سلبية على القدرة التنافسية للمؤسسة ، ويؤدي أيضا إلى استنزاف مواردها .

                                                                                                                               الكاتب /  أ. سليمان الزعبي 

                                                                                                                  عضو هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم بوادي الدواسر

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2018/03/1522508321

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ