آفة .. كلها شر
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم، وأصلي وأسلم على النبي الأكرم وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد،،
فيزداد احتياج الأمة لجيلٍ ناهضٍ واعٍ يحمل همّ الإسلام وثوابته وقيمه العالية التي جاء بها، ولن يتأتى ذلك ما لم يتعلم المسلم أحكام هذا الدين الحنيف، فالأمة الجاهلة لا يعبأ بها بين الأمم.. إذ كيف للأمة تنهض وهي تجهل حضارتها وثقافتها ؟؟!.
وقد عدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم انتشار الجهل من علامات الساعة قال عليه الصلاة والسلام :"إن بين يدي الساعة أيامًا ينزل فيها الجهل ويُرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج، والهرج: القتل".
فالجهل عواقبه وخيمه، وهو أصل كل شر، فلولا جهل الجم الغفير من الناس ما عبدوا مع الله تبارك وتعالى أحداً، وجُلّ فساد في الأرض وضلال لو فتشت عنه لوجدت الجهل سببه ومنبعه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"والجهل والظلم هما أصل كل شر". فهو مصيبة المصائب، وآفة الآفات في المجتمعات، فإذا حلَّ الجهل في أمة من الأمم، لا يكون مصيرها إلاَّ الهلاك والبوار؛ لأنها لا تستطيع على شيء، وعندما لا تستطيع على شيء، فإنها ستكون عرضة دائماً وأبداً لبغي الأعداء.
فأوصيك أخي المبارك بالإكثار من القراءة والتعلم والبحث وتحصيل العلم النافع الذي ينفعك في قبرك، وحذار أن تقول شيئاً أو تفعله دون علم وخالقك يأمرك أن تسأل-فيما تجهل- أهل العلم :"فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". والرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) ولذلك كان التفقه في الدين لكي يعبد الإنسان ربه على بصيره.
ومما تسعى له ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بالجامعة إنشاء نادٍ فقهي، يقوم بنشر الأحكام الشرعية في المجتمع الجامعي، والإجابة على الأسئلة التي يكثر السؤال عنها.
رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي.