معرض اللغة العربية والتواصل الحضاري بكلية التربية بالخرج

تعد لغة كل قوم وسيلتهم الأكيدة للتعبير أن أنفسهم والاعتزاز بانتمائهم وهويَّتهم، ومن هنا اتخذت المملكة العربية السعودية منذ التأسيس لغة رسمية للبلاد التي كانت مهبطًا للوحي ومنبعًا للرسالة، لكن الاعتزاز بالهوية العربية وعدم الذوبان في الآخر لا يعني العزلة والتقوقع على الذات بحال من الأحوال؛ إذْ ليس ثمة حضارة قادرة على صناعة الأثر وقيادة العالم منفردة، ومن هنا كانت مبادرة قسم اللغة العربية في التاسعة من صباح يوم الثلاثاء: 6/شعبان/1443هـ، الموافق: 9/3/2022م، بإيضاح عراقة وقدم فكرة التواصل الحضاري بين العرب وغيرهم من الأمم، فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها، وكانت المواد المرئية والملموسة خير معين لشرح هذه الفكرة، فعلى سبيل المثال: توفر الزعفران توزيعات ملموسًا مردفة بملاحظة تشير إلى أن العرب من أوائل الأمم التي استعملت الزعفران في الطيب والزينة، حتى درجت العادة على أن تصبغ الغانية الثرية لباسها التحتاني بالزعفران ويعرف هذا بــ(الجساد)؛ فيكون الزعفران زينة وعطرًا. أيضًا وفرت مرايا الجيب مكتوبًا عليها كلمة مرآة باللغتين العربية والإنجليزية في إشارة إلى التماس الحضاري بين الأمم في طريقة تلفظ هذا اللفظ. وجُمعت الكلمات التي تلفظ في اللغة الإسبانية بالأصوات ذاتها في اللغة العربية، نحو العود، والكمون، والخرشوف، والسكر، واللوبيا، وغير ذلك من كلمات كثيرة جدًا تمثل مظاهر التأثير والتأثر بين اللغتين.
وقد نال المعرض شرف افتتاحه على يد سعادة وكيلة الشؤون التعليمية في كلية التربية د.منيرة العسكر، وتولت معدة المعرض د.سحر الدوسري شرح محتوياته للزائرات، وفكرة كل مادة من مواده، ومدى مساهة الطالبات المتميزات بالأعمال اليدوية أو المهتمات بالتواصل بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية في تصميمها وإخراجها، كما لقي المعرض زيارة من وكيلات وإداريات وطالبات مختلف الأقسام بالكلية، وجذبت المواد إعجاب واهتمام الجميع.