الأربعاء 25 سبتمبر 2024

دورة تدريبية بعنوان ( قيادة الفريق )بكلية التربية بالخرج

دورة تدريبية بعنوان ( قيادة الفريق )بكلية التربية بالخرج
امجاد الجلال

نظمت وحدة العمل الطلابي بكلية التربية بالخرج متمثلة بقسم اللغة العربية دورة تدريبية بعنوان ( قيادة الفريق )
لطالما احتاج أي تجمع بشري بصورة فطرية إلى وجود من يأخذ بزمام المبادرة في بعض شؤونه، ويساعد على تنظيم صفوف أفراده، ويقود الجماعة إلى بر الأمان في المواقف التي تحتاج إلى رباطة جأش وحكمة وروية لا يملكها كل الأفراد فاختار قسم اللغة العربية أن يعقد دورة حول هذا الفن، وتشرف القسم باكتمال عدد الحاضرات في غرفة التدريب بمئة حاضرة في اللحظات الأولى، واشتمل الحضور على أعضاء هيئة التدريس، والطالبات الدارسات من مختلف أقسام الجامعة، وجمع من بنات الجامعة الخريجات.
نقول بدأ: ماذا نعني بالقيادة؟ إنها تدل في أبسط مفاهيمها اللغوية على: الانقياد، وهي أيضًا: الزمام الذي تقاد به الدابة ونحوه، أمَّا ما تعنيه القيادة في معناها الاصطلاحي فهي: فن تحفيز المجموعة على العمل من أجل تحقيق الهدف.
وقد نتساءل: هل القيادة فطرية أم مكتسبة؟ وهل الكل مؤهل ليصبح قائدًا؟ فنجد أن الدراسات تكشف أن الجميع مستعد للقيادة بشكل فطري، ولكن القيام بها بشكل فعلي دون حاجة للتدريب ممكن لفئة قليلة جدًا لا تتجاوز 20%، أمَّا السواد الأعظم 60% فهم بحاجة إلى صقل ودربة طويلة ليتمكنوا من القيام بها، ولا يقدم التدريب ضمانات تكفل لفئة مقدارها 20% إحراز التقدم في هذه المهمة. أمَّا عن أبرز سمات القائد فهي: التعامل مع الأزمات، اتخاذ القرار، الصبر والتحمل، التوجيه السديد، التركيز على الهدف، عدم الالتفات للآراء السلبية، العزيمة وعدم الإحباط، المبادرة، الحكمة، الإنسانية... وغيره من السمات.
وبعد الحديث عن سمات القائد يدور في خلدنا سؤال هل الشخص الذي يتولى إدارة زمام الأمور في منظومتي رئيس أم قائد؟ وما الفرق بين المصطلحين؟ إن الفرق بين المصطلحين كبير رغم ما يوحي به ظاهرهما من ترادف معنوي فالرئيس دائمًا ما ينطلق من ذاته (أنا) في حين ينطلق القائد من المجموعة ويتماهى معه فيقول (نحن)، كما أن الرئيس غالبًا ما تحركه الغطرسة والغرور فيما تحرك القائد الرؤية، وغالبًا ما يستعمل الرئيس لغة جسد بها كثير من التعالي والتسلط فيؤشر بإصبعه بينما يتعامل القائد بلغة جسد منفتحة فيبسط يده ويفتح ذراعيه للجميع، وبهذا يتعامل الرئيس برسمية وكثيرًا ما يستخدم الأفراد ويتلاعب بهم فيما يغلب جو المحبة والألفة على طابع التعامل بين القائد وأفراده فيبحث عن جوهرهم ليوظفه أفضل توظيف ويلهمهم ويرتقي بهم.
ويلي الحديث عن القائد وقفة مع خطوات بناء فريق العمل، والتي عادة ما تبدأ بتسمية الحاجات والمهارات التي تلزم لإنجاح المهمة، وتصور شفاف للعقبات والتحديات، واختيار دقيق للقائد وتحديد للمهام، إلى جانب رسم خطة عمل واضحة، ومتابعة مراحل تنفيذها بدقة، وأخيرًا الاحتفال بالإنجازات مرحليًّا وختاميًّا.
وكما توقفنا مع خصائص القائد ينبغي التوقف مع خصائص العضو الفعال في الفريق، ومن أهم ما ينبغي أن يتسم به: المبادرة، والتعاون، والصراحة، وتحمل المسؤولية، والمرونة، وروح الدعابة، والنزاهة، والابتكار، والتمتع بالخبرة، والواقعية.
وبعد تشكيل الفريق ربما لا يوفق في إنجاز ما اضطلع به من مهمات لأسباب تنظيمية نحو: ضعف الهيكل التنظيمي، أو عدم وجود نظام للمكافآت والحوافز، أو عدم تركيز أفراد الفريق على العمل، أو ضعف خلفيتهم المعرفية تجاهه. وربما كان الفشل بسبب معوقات فردية تعود لكل فرد على حدة، نحو: نقص الكفاية المهارية، أو قلة عدد أعضاء الفريق مع ضخامة المهمة المسندة إليهم، أو عدم إيمان الأفراد بجدوى العمل ضمن هذا الفريق وتماهيهم مع هدفه ورسالته، كما قد يحول تشتتهم وعدم اجتماعهم في مقر عمل واحد دون نجاحهم.
وختم المقام بالحديث عن أنماط شخصيات فريق العمل، فمنهم محب التجارب، ومنهم متقصي الحقائق، ومنهم الفنان، ومنهم الاجتماعي، ومنهم التقليدي، ومنهم المغامر، ولكل منهم دوره الفعال الذي لا غنى عنه لإنجاح أي فريق عمل، لاسيما إذا قُيِّم أداء هذا الفريق بطريقة تشاركية ليعرف كل عضو من أعضاء الفريق مركزه في الفريق، وترتفع إنتاجيته، وتنشط رقابته الذاتية على أدائه، ويكون لديه تصور واضح عن معايير الرضى العام عن إنتاجيته من زملاء الفريق ومن قائده أيضًا.
و تم بث الدورة عبر برنامج التواصل المباشر زووم.

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/news/2021/10/1634658333

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ