كلية إدارة الأعمال تنظم محاضرة توعوية بعنوان (بعد تسعة أشهر من جائحة كوفيد-١٩: أين نحن وماذا بعد؟)
نظمت لجنة الأنشطة الطلابية بكلية إدارة الأعمال يوم الأربعاء الموافق 14/ 10/2020م محاضرة توعوية بعنوان (بعد تسعة أشهر من جائحة كوفيد-١٩: أين نحن وماذا بعد؟( قدمتها سعادة أ.د. سناء كمال محرم الأستاذ بكلية الطب بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج.
وقد تناولت المحاضرة تاريخ ظهور فيروس كورونا المستجد في أواخر العام الماضي وأن اكثر الناس تشاؤماً لم يكن يتخيل أن الفيروس سينتشر في جميع أنحاء العالم بتلك الوتيرة غير المسبوقة متسببا في ملايين الإصابات والوفيات على مستوى العالم أجمع بالإضافة إلى تسببه في التداعيات الاقتصادية والاجتماعية و النفسية الوخيمة والتي سيمتد أثرها لمدة طويلة، وخلال التسعة أشهر الماضية شهد العالم تغيرات غير معهودة في كل نواحي الحياة وتكشفت تدريجيا بعض خواص هذا المرض الشرس ورغم ذلك هناك جوانب مازالت مجهولة، ولهذا كان الهدف من اللقاء عرض المستجدات عن هذا الوباء الذى لا يزال يتسع حول العالم حيث تجاوزت الإصابات في أنحاء العالم 37.8 مليون (حتى صباح اليوم الثلاثاء -13 أكتوبر2020) وتجاوز عدد الوفيات المليون و80 ألف حالة وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد حالات الإصابات و الوفيات, و مع حلول الخريف وفي نصف الكرة الشمالي هجمت موجة ثانية من مرض كوفيد-19 على عدة دول أوربية. فما هي بعض المعلومات المتوفرة عن هذه العدوى الفيروسية؟
أشارت سعادتها إلى أن فيروس كورونا المستجد له قدرات فائقة على الانتشار وأن قطيرات الرذاذ المحملة بالفيروس تنطلق من الشخص المصاب ليس فقط مع السعال أو العطاس و لكن أيضا عند التكلم بصوت مرتفع أو التنفس العميق أو حتى الغناء، و يحمل الهواء قطيرات صغيرة الحجم لمسافات كبيرة, و يمكن أن ينفذ الفيروس لشخص من خلال الأغشية المخاطية للأنف أو الفم أو العين و منها ينفذ الفيروس للجهاز التنفسي, أما القطيرات متوسطة الحجم والكبيرة تنطلق لمسافات تتراوح بين نصف متر إلى مترين لتتساقط على الأسطح, حيث يستطيع الفيروس أن يبقى على الأسطح عدة ساعات على الورق و البلاستيك ويستقر على الأسطح الملساء مثل الزجاج و بعض المعادن فترات أطول تتراوح من خمسة أيام الى 28 يوم, ويمكن أن تؤثر درجة حرارة الجو على مدة بقاء الفيروس على الأسطح, وقد نبهت الدكتورة إلى أن فيروس كورونا المستجد ينشط للغاية عند درجه عند 20 درجة مئوية ويبقى على الأسطح الملساء - لمدة قد تصل 28 يوما, و عند 30 درجة مئوية تتراجع قدرته على البقاء إلى سبعة أيام وعند 40 درجة مئوية يبقى 24 ساعة فقط و هذا قد يكون أحد عوامل ظهور الموجه الثانية في أوربا مع قدوم الخريف. وذكرت سعادتها أن الأبحاث التي أجريت أشارت إلى أن العدوى يمكن أن تحدث في فترة حضانة الفيروس(5-14 يوم) و قبل ظهور الأعراض مما يساهم في زيادة معدلات انتشار العدوى, حيث أن بعض المصابين لديهم قدره فائقة على نشر العدوى و يطلق عل هؤلاء الموزعين الفائقين Super spreaders(.
وقد وضحت سعادتها أن مرض كوفيد19 يصيب الرجال و النساء و الأطفال و في أغلب الأحيان يؤدى الى أعرض مثل ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو ألم بالحلق أو الم بالعضلات أو سعال جاف و تتلاشى الأعراض تدريجيا خلال 10 أيام الى 14 يوم و في بعض الأحيان يعانى بعض المصابين من تزايد السعال و ضيق في التنفس والتهاب رئوي و تناقص حاد في تركيز الأكسجين و مضاعفات شديده مثل تكون جلطات دموية في أعضاء حيوية مثل القلب و الرئة و في بعض المرضى يحدث رد فعل مناعي شديد يعرف بعاصفة السيتوكين و رغم أن أصحاب الأمراض المزمنة والمسنين أكثر عرضه للمضاعفات الا أن بعض الأصحاء أصيبوا بأنماط شديدة من المرض, وحتى الأن لا توجد مؤشرات للتنبؤ بشدة المرض و عواقبه، و مازال هناك مسائل غامضه لم تحسم عن هذا المرض مثل بقاء الفيروس في بعض الأشخاص و تأتى نتيجة اختبار PCR بعد التعافي و اختفاء الأعراض.
كما أن بعض الدراسات قد أشارت إلى أن الفيروس يتشبث بالأنسجة لبعض الوقت وسجلت حالات قليله من إصابة متعافين بعدوى ثانيه و رغم قلة الحالات الا ان لا توجد معلومات مؤكده عن مدى استدامة المناعة و الأجسام المضادة عقب التعافي من مرض كوفيد-19. وحتى الآن لم يتم التوصل لعلاج يقضى على الفيروس بالرغم من السباق المحموم لإنتاج تطعيم واقي ضد مرض كوفيد 19 إلا أنه لم تظهر حتى الأن مؤشرات للتوصل لتطعيم يجمع بين الوقاية و السلامة.
وقد بينت أ.د سناء بأن الوضع لا يزال خطيرا والأعداد في دول كثيرة في ازدياد, لذلك لا يبدو في الأفق نهاية قريبة لجائحة كوفيد-19, و لذلك انتهجت المملكة العربية السعودية منذ بداية الجائحة سياسه جادة على أسس علميه للسيطرة على انتشار المرض والمحافظة على صحة كل انسان على أرض المملكة, و ذلك بتقديم الرعاية الصحية بدون تفرقه بين مواطن أو مقيم, وتطبيق الإجراءات الاحترازية بكل دقة و حزم, وكذلك إعلان الحقائق بشفافية, و تفعيل المسئولية المجتمعية بإشراك الجميع في تحمل مسئولية مكافحة الوباء و العودة التدريجية للحياة الطبيعية بكل حذر, والحمد لله سجلت المملكة مؤخرا انخفاض ملموس في عدد الإصابات و الوفيات و زادت حالات التعافي و قد نال نجاح المملكة في إدارة أزمة مرض كوفيد-19 إشادات أممية عديدة و لكن الجائحة لم تنتهى,
وقد نبهت سعادتها بأن على الجميع المحافظة على ما تم إنجازه بتوخي الحذر والالتزام بالتباعد وارتداء الأقنعة الواقية والالتزام بالإجراءات الاحترازية من أجل الحد من انتشار الفيروس وتفادى موجات أخرى من المرض والإبقاء في الوقت نفسه على النشاط الاقتصادي.
وقد اجابت سعادتها على أسئلة الطلاب وجميع الحضور، وفي نهاية اللقاء قدم سعادة الدكتور / عبدالباسط أبوالعز الشكر للدكتورة سناء محرم على هذه المحاضرة متمنياً لها دوام التوفيق.
