ندوة بعنوان " القيم والمفاهيم والمبادئ الدينية في الأدب العربي " بكلية العلوم بالسليل

تحت رعاية الأستاذ الدكتور /عبدالله بن مساعد الفالح عميد كلية العلوم والدراسات الإنسانية بالسليل ،وتفعيلاً لدور مكتبة الكلية بإشراف الأستاذ علي نمر مشرف المكتبة  أقام  قسم اللغة العربية وآدابها بإشراف الدكتور خالد أحمد مشرف القسم  ندوة بعنوان " القيم والمفاهيم والمبادئ الدينية في الشعر العربي " يوم الاثنين  الموافق 7/2/1438هـ بمكتبة الكلية .

حاضر الندوة الدكتور /عبدالفتاح أحمد خلف الأستاذ المساعد بالقسم والمنسق الإعلامي بالكلية حيث وضح أنه توفرت دوافع كثيرة للتعبير عن النزعة الذاتية عند الشعراء المسلمين في صدر الإسلام ، فاتسع مجال القول فيه عندهم ، وأصبح التعبير عن الذات من الفنون التي ازدهرت وتطورت بالدعوة الإسلامية ، فبالإضافة إلى كثير من الدوافع الإنسانية التي أعتز بها الجاهليون ولم يبطلها الإسلام ، كان اعتناق الإسلام والالتزام بما جاء به من قيم ومفاهيم جديدة من الدوافع القوية للتعبير عن الذات عند الشعراء المسلمين ، كما كانت مناصرة الدعوة الإسلامية وما واكبها من نضال وكفاح وهجرة دافعاً قوياً للتعبير عن الذات ، فافتخر الأنصار مثلا بشرف السبق لنصرة الإسلام ونصرة الرسول وحمايته والزياد عنه ، وبعد أن احتدم الصراع بين الإسلام والشرك تولدت دوافع أخرى منها النصر في الغزوات ، والنصر في حد ذاته دافع قوى للنزعة الذاتية ، ومما ترتب عليه من دحر شوكة العدو ، وبما كان من مقوماته كالصبر في القتال والشجاعة والقوة وما إلى ذلك من دعائم النصر ، بل ربما أدت الهزيمة إلى التعبير عن الذات أحياناً إذ يتجه الشاعر إلى التغني بالانتصارات السابقة للتخفيف من وقع الهزيمة واستنفار البطولات للمعارك القادمة ، لسد الثغرة ورد الاعتبار  كما حدث عقب " أحد "

ثم وضح خلف  أن الإسلام كان له أثر كبير في تغير مفاهيم الحياة والسلوك ، وتعديل ما كان لها من قيمة في نظر العرب ، وبذلك ارتفعت قيم وانخفضت اخرى وأصبح المثل الأعلى للحياة في نظر الإسلام مغايراً لما كان عليه في نظر الجاهليين .

ومن هنا استمد الشعراء المسلمين دوافع التوجه نحو الذاتية من مصدرين :

المصدر الأول : هو القيم والمفاهيم والمبادئ الدينية الجديدة التي استحدثها الإسلام ولم يكن لها وجود من قبله .

والمصدر الثاني : هو القيم الإنسانية القديمة التي أقرها الإسلام وتبناها ، وهذب ما يحتاج منها التهذيب فصارت إسلامية بالتبني ، فالقيم أما  إسلامية  بالنشأة أو إسلامية بالتبني .

بعد ذلك قام الدكتور علاء الدين رمضان الأستاذ المشارك بالقسم بتوضيح أن  القراءة من أهمِّ الأنشطة التي يجب على النَّاس جميعهم أن يهتمُّوا بها، فالقراءة مفيدة على صعدٍ متعدِّدة، فهي تثري الثقافة، وتساعد على فهم المعلومات بشكلٍ معمَّق، كما أنَّها تنشر الأفكار والأيدولوجيَّات المختلفة التي تدفع النَّاس إلى اعتناقها والذبِّ عنها متى لزم الأمر، إلَّا أنَّ المواطن العربي قليل القراءة لأسباب عديدة منها ابتعاد تفكير الإنسان العربيِّ عن النواحي الثقافية نتيجة المغريات الأخرى، ونتيجة حالة من الإحباط واليأس ترسبت في عقله الباطن .

ثم وضح رمضان أن  القراءة في الإسلام هامة كونها تمد جسوراً من التواصل بين أفراد العالم الإسلامي على امتداد التاريخ كله، فالعلم متراكم بطبعه، لهذا فإن المتأخرين بحاجة إلى معرفة وقراءة أقوال المتقدمين والتعديل عليهم وفق منظورهم، وواقعهم، ومحدِّداتهم سواء الزمانية، أم المكانية.

هذا وقد حضر اللقاء عدد من الأساتذة والطلاب