الاثنين 29 أبريل 2024

اليوم الوطني شعلة وإضاءة تلقي بأنوارها على الماضي والحاضر

اليوم الوطني شعلة وإضاءة تلقي بأنوارها على الماضي والحاضر

يرتبط اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بحدث عظيم تمثل في التئام أطياف شعبها المتجانس وتوحده في ظل دولة عظيمة الكيان، عالية البُنيان، حاضرة في كافة الميادين، خدمة لمصالح شعبها، وتطلعات أمتها العربية والإسلامية.

لقد سبق إعلان التوحيد جهود مضنية وتضحيات جسيمة وإنجازات جليلة، مهدت لهذا اليوم الأغر، وأرهصت لاستقرار دولة عريقة التاريخ والجذور، رغم كافة التحديات والعقبات، ولكنها الإرادة الحازمة، والعزيمة الماضية، والذكاء في التدبير، وبعد النظر في التخطيط، متمثلاً ذلك كله في شخصية جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.

ومنذ العام 1351هـ وبلادنا العزيزة في تقدّم متواصل، وازدهار مستدام، وتطوّر نوعي سابِقٍ للزمن. لذا يحرص شعب المملكة وتحرص مؤسساتها كل عام على الاحتفال بهذه الذكرى العطرة، استشعاراً لماضٍ عريق، وحاضر مُزْهر، وتوثيقاً للعلاقة الوطيدة بين الشعب وقيادته الرشيدة، وتأكيداً على مكتسبات الوطن وخصائصه الفريدة.

وقد جاءت الرؤية 2030 في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لتعمّق أهمية الشعور بالانتماء الوطني، وللتذكير بالإرث السياسي والتاريخي والثقافي للمملكة، وذلك بتضمنها حزمةً من الأسس جاء في مقدمتها: الاهتمام بالمواطن في التعليم والتأهيل والتدريب، وإقرار مبدأ التكافؤ للجميع، ودعم المؤسسات الصغيرة، ورفع كفاءة القطاع الحكومي، وتفعيل خصخصة عدد من القطاعات، وتمكين القطاع الخاص، مع السعي لتوفير منظومة متكاملة من الخدمات المتطورة في التوظيف، والعلاج، والسكن، والترفيه، ومن ثَمّ فإن هذه الرؤية– كما قال ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله -: تعد إيذانًا ببدء مرحلة جديدة من التطوير والعمل الجاد لاستشراف المستقبل، ومواصلة السير في ركاب الدول المتقدمة، وتحقيق النمو المنشود، مع التمسك بثوابت ديننا الحنيف وقيمنا السامية.

وبهذا نجد اتساقاً بين الماضي والحاضر: الماضي الذي يحوي بين طياته عبقا تاريخيا مجيداً خطه الإخلاص والصبر والجَلد، من قِبَل المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله وصحبه الأوفياء.

والحاضر الذي جاء متسقاً مع تلك المسيرة المظفرة، وثمرة بدهية للقيادة الحكيمة التي امتاز بها أنجاله الملوك من بعده وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، حيث الحاضر المزدهر، والواقع الزاخر بألوان المعرفة والمدنية والإنسانية. فمؤسسات التعليم، والعالية منها على وجه الخصوص معالم حضارية تزدان بها كل مدن بلادنا العزيزة ومحافظاتها، بل فاضت خيراتها، فاستقى من معينها القاصي والداني، وتفيأ ظلالها واستطاب ثمارها الصغير والكبير، وما ذاك إلا تجسيداً للقيادة الحصيفة، الرامية إلى بناء الإنسان العالِم ، والمجتمع الواعي، والدولة المعرفية، مستشعرة بذلك قيمة الإنسان والوطن، وساعية إلى النهوض به، ومعتزة بقدرات المواطن وإمكاناته وولائه الصادق لوطنه وقيادته.

لقد أعطت حكومتنا الرشيدة وفقها الله للعِلْم والبحث العلمي عناية فائقة واهتماماً كبيراً، حتى اصطبغ المجتمع به، وصار هو الأساس الذي اختط منه سلمان الخير وفقه الله معالم مسيرة العزم والحزم في شتى جوانبها السياسية الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها، وقد تبدّى ذلك جلياً في الرؤية السعودية 2030 والتحول الوطني 2020 اللتان انطلقتا من أحضان العلم والمعرفة، مع ملاحظة الواقع بمعطياته وتقلباته، ولِتُحوِّلا ذلك كله إلى عناصر إيجابية  في الحراك الوطني ومسيرة النهضة، انطلاقاً من توجهات إصلاحية مدروسة بعناية ودقة، ومستندة –بعد توفيق الله - إلى نقاط القوة الثلاث: العمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الجغرافي. والتي من شأنها أن تؤمن مدخولاً مالياً عالياً، يوازي واردات النفط. وجاءت حيثياتها ومفرداتها لتَعِد الإنسان السعودي بتطور حضاري متنامٍ، يدعمه دخل مالي متزايد نابع من خطط شمولية واعدة، تضيف إلى مكونات الدخل الوطني عناصر جديدة – لا تخرج عن قيمنا ومبادئنا – كالسياحة والترفيه وتمكين المرأة واستغلال الآثار.. وغيرها.

إن اليوم الوطني شعلة وإضاءة، تلقي بأنوارها على أجمل ما في الماضي، وتقف بنا على أفضل ما في الحاضر من قِيم ومبادئ، وتدفع بنا للتمسك بما تَحَقَّق لنا من مكتسبات، وبخاصة اللحمة الوطنية، والانتماء الوطني، والولاء لقيادتنا الرشيدة، إضافة إلى هذا الكيان المهيب الذي لم يزل والحمد الله يعتلي مراقي التطور والازدهار والشموخ في الحضارة والمدنية. لذا يحق لنا أن نُديم الاعتزاز ببلانا المباركة، وبيومها الوطني، سائلين المولى جلّ وعلا أن يديم عِزّ بلادنا وأمنها واستقرارها، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله، الذين أرفع لهم ولكافة أبناء الأسرة المالكة أسمى التهاني والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني البهيج، راجياً الله تعالى لهم ولوطننا العزيز دوام الرفعة والشموخ. والله الموفق.

 

وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي 

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2019/09/1568897855

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ