الخميس 21 نوفمبر 2024

أبدِعْ ! فهذه فرصتك.

أبدِعْ ! فهذه فرصتك.

أضحت الاختبارات النهائية مصدر قلقٍ وخوفٍ لدى كافّة الطلاب دون استثناء باختلاف مستوياتهم وقدراتهم. وكان من الضروري أن نعيد مفهوم الاختبار إلى موضعه الصحيح. فالاختبار هو فرصتك عزيزي الطالب للإبداع.

فكم من حاصلٍ على أعلى الشهادات ولم يحصل على وظيفة أو لم ينجح فيها ، وكم من منقطع عن الدراسة أو ممن سلكوا مسارا غير مسار التعلّم ولكن نجح في الحياة مادياً واجتماعياً ! الاختبار مهما كانت أهميته فهو ليس مصيرياً ، فستليه اختباراتٌ يتلو بعضُها البعضَ وكلها تُعدِّك للاختبار الأعظم عند ملاقاة الله عز وجل. لقد جعل الله سنناً في الكون أحدها أنَّ كل ما على الأرض إنَّما هو زينةٌ لابتلائنا أينا أحسن عملاً  ليميزَ الأفضل عمّن سواه. فكلنا باختلاف مستوياتنا الفكرية مبتلون ولا يسعنا إلا أن نأخذ بالأسباب التي سخرها الله لنا للتوكل عليه ، وأمّا الجزاء والتوفيق فكله بيد الله.

وهنا نلاحظ أن الطالب يهمل الأخذ بهذه الأسباب من خلال التواكل وعدم المثابرة والاجتهاد حتى أنه يكاد لا يرى من عامه الجامعي إلا أسبوعَيْ الاختبارات ، وينقلب تواكله إلى ما هو أسوأ من ذلك ، ألا وهو التذمر والسخط والغشّ وكلها تصبُّ في عملية يختان فيها الطالب نفسه ، فيُبيِّت من العمل ما لا ترضاه المؤسسات التعليمية وما ينافي قيمنا السامية ، فتراه يستخفي من المراقبين ولا يستحيي من جهود هذا البلد العزيز الذي سخّر كل السبل والموارد للرفع به نحو قمم العلم والمعرفة من أجل أن تعود الفائدة بعد ذلك على المؤسسات الحكومية والخاصة التي سيتوظف بها هؤلاء الطلاب ، ومن أجل أن تكون التنمية شاملةً ومستديمةً في كل نطاقات المجتمع.

ولا يسعنا هنا إلا أن نلتفت إلى مجتمع المعلمين كلّه (من مرحلة الإعداد العام إلى المرحلة الجامعية) لنذكرهم بدورهم الجوهري في غرس قيمة الإبداع لدى الطالب وتثبيتها في ذهنه كقيمة أسمى من مفهوم النجاح أو الرسوب في الاختبار. لطالما علّمنا أجدادنا أن لكل جواد كبوة وأن أصل النجاح يكمن في إدراكنا لأسباب الفشل ، فليرسب الطالب إن استحق ذلك عسى أن يبدع فيما بعد فيكونَ أكثر تفوقًا من أولئك الذين نجحوا ولم يدركوا معنى نجاحهم.

كما إن للعائلة والبيئة المباشرة للطالب دورا لا يقل أهمية عن غيره من حيث بناء ثقة الطالب بنفسه وإشعاره بالأمان من خلال تحفيزه وتعزيز قدراته وبث روح الأمل والطموح والهمة العالية فيه.

ما هو الاختبار ؟ هو حتماً ليس غاية ولا هدفا ولا مقصدا ولا مصيرا... هو مجرّد خطوة ووسيلة في الآن ذاته ، هو فرصتك لتبدعَ.

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2019/04/1555932856

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ