مستقبلنا الواعد في ثمانية وثمانين عاماً من العطاء
يعتز كل منا ويفتخر بيوم توحيد المملكة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه – في السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351هـ ، وفي هذا اليوم نسجل اعتزازنا بالسجل الحافل من المنجزات الحضارية والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر مبهج ومستقبل واعد ، وقد عبر عن هذا اليوم الشاعر الأمير خالد الفيصل قائلا : لاح يوم الوطن والعز لاح ... وكلمة الله على البيرق تلوح يوم الإسلام يا يوم الفلاح ... والوطـــــــن كل روح له تروح وقد أخذت حكومة مملكتنا الحبيبة على عاتقها عهدًا برفع المستوى الفكري و الخدمي لمواطنيها في جميع المجالات خاصة في مجال الطب وفي القلب منه طب الأسنان ، فتم إنشاء أول كلية طب أسنان التابعة لجامعة الملك سعود في عام 1395هـ ، والتي كانت الحاضنة الأولى ومصدر الإلهام لتخصص طب الأسنان. و مع استمرار الدعم اللامحدود من حكومتنا الرشيدة ، وإيمانًا منها بأهمية هذ الاختصاص و حيويته ، أصبحت بلاد الحرمين الشريفين مرجعًا مهمًّا لعلوم طب الأسنان ، فتم إنشاء ما يزيد عن ثمان وعشرين كلية متخصصة في طب الأسنان وعلومه ، والتي تهتم جميعًا بتخريج كادر طبي مميز، يستطيع تقديم الخدمة العلاجية اللازمة للمرضى، بالإضافة للخدمات المجتمعية و التوعوية التي تقوم بها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية وجمعيات طب الأسنان ، ولم تقتصر هذه الرؤية الثاقبة والاهتمام البالغ على إنشاء هذه الكليات فحسب ، بل وجدت هذه الكليات في عهد خادم الحرمين الشريفين الدعم اللامحدود ؛ لتكون من الكليات الرائدة إقليميًّا و عالميًّا . لقد تم إنشاء العديد من المستشفيات الجامعية والمتخصصة بطب الأسنان ، والتي تماثل نظيراتها في دول العالم المتقدم ، فتم تجهيزها بأحدث ما توصل إليه العلم الحديث من تقنيات ترفع من جودة الخدمات الصحية المقدمة. وإيمانًا من حكومتنا الرشيدة بأهمية البحث العلمي ، وأنه المقياس لنهضة الأمم و تقدمها تم اعتماد العديد من مراكز البحوث و الدراسات العليا ، حتى أصبح لدينا العديد من مراكز البحوث المتقدمة ، وتم استحداث العديد من برامج الدراسات العليا ، والتي تقوم بتدريب الأطباء و تأهيلهم في كافة تخصصات طب الأسنان تحت إشراف مباشر من وزارة التعليم ، أو من هيئة التخصصات الصحية . وقد أفرزت هذه البرامج المتقدمة الكثير من الأطباء المميزين في المجالين : الأكاديمي والإكلينيكي ، فتم تدريبهم على أحدث التقنيات العلاجية تحت إشراف نخبة من الاستشاريين و المتخصصين . وفي هذا العصر الفريد تم أيضًا اعتماد خمس جمعيات متخصصة في طب الأسنان و فروعه ، والتي تهدف إلى تجسيد التواصل المعرفي والمهاري ، وتبادل الخبرات والمستجدات في تخصصات طب الأسنان المختلفة من خلال تبني ودعم الخدمات والبرامج والفعاليات ذات العلاقة ؛لتستجيب بفعالية لمتطلبات واحتياجات تطوير الكوادر الطبية للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للمواطنين ، كما تقوم هذه الجمعيات بمد جسور التعاون مع المجتمع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة و المقروءة ؛ للتثقيف و الاستشارة والتوعية الصحية . وختامًا أسأل الله العلي القدير أن يحفظ وطننا وأن يبقيه شامخًا عزيزًا ، فمهما تحدثنا عنك يا وطني فلن نوفيك حقك علينا ، وأتمثل في هذا المقام قول الشاعر: وما كل لفظ في كـــلامي يكفيني وما كل معنى في قولي يرضيني