ذكرى الطموح اللامحدود
في ذكرى يوم الوطن الأغر؛ يعجز المرء أن ينبئ عن مختلجات فؤاده، ومعتملات نفسه.. كيف لا وهو يوم لمَّ الله فيه شعث جزيرة العرب، ووحدها في يد رجل أسلمت له قيادها، وانساقت إليه بقضها وقضيضها؛ لترفل خلال ثمانية وثمانين عاماً في ثوب الأمن والأمان، وتبز أقرانها في مسيرة النهضة والتنمية.
ذكرى اليوم الوطني ليست ذكرى عابرة تمر بمرور السنوات.. فيفقدها كرُّ الجديدين رونقها وسحرها.. إنها ذكرى الموحدين الصادقين.. ذكرى الآباء والأجداد.. ذكرى التفاؤل والأمل.. ذكرى القيم والأخلاق.. ذكرى التراث والدين.
بتوحيد المملكة العربية السعودية حُمِيْت العقيدة.. وعاد الإسلام صافياً لا شائبة فيه، ليكون منهج حياة، ونمط عيش.. واتجهت أنظار المسلمين إلى ملاذهم الأبدي.. وقبلتهم الأزلية.. وشرعت المملكة في بذل ما ثَمُنَ ونَفِسَ في خدمة أجل بيوت الله، وأكثر بقاع الأرض قداسة.. فبنت وشيدت، ووسْعت وفسْحت.. فبات الزائرون لبيت الله يقضون مناسكهم على أكف الراحة.. لا حر ولا قر.. ولا جهد ولا تعب.
في مسيرة الثمانين عاما ونيف.. انتشرت العلوم والآداب.. وبرزت الفنون والثقافات.. وازدانت دور المعرفة بكوادر مؤهلة، وباحثين متميزين، ورجال فكر وتراث، طعموه المنجز الحضاري بجواهر العلوم والتطبيقات.
وفي مسيرة الثمانين عاماً.. أضاء وجه المملكة في المحافل الدولية.. فكانت مثال القيادة الرشيدة، وأسوة الدولة الحديثة، التي ترعى مواثيقها الدولية، وتحترم حقوق مواطنيها، وتبذل غاية الجهد فيما يحفظ وقارها، ويكسبها احترام محيطها الخليجي والعربي والإسلامي والدولي.
هذه الذكرى العطرة.. علقت بنياط القلب ما اعتلق الليل بالنهار.. تحفها ذكرى مؤسس حكيم، أبناءه بررة؛ سطروا أجمل ملحمة يمكن أن تتناقلها القلوب والألسن، والمهج والأقلام.
لقد عاشت المملكة تسعة عقود من التنمية والازدهار.. وما علينا إلا بذل الجهد للحفاظ على منجزات التنمية، لتبقى مملكتنا في ركب الطليعة، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين.. فلهما منا في هذا اليوم المجيد أجمل التهاني والتبريكات.. وللوطن أبدع التغاريد في يومه المجيد.. ولأبنائه مزيد التقدم والرقي.. وللرجال العظماء، المخلدين في ذاكرة العبق التاريخي دعوات الرحمة والمغفرة، لما بذلوه من جهود في بناء هذا الكيان العظيم.
ناصر بن أحمد العسيري
مدير مكتب وكيل الجامعة للفروع