السبت 27 أبريل 2024

الرؤية الاستراتيجية ومستقبل المنظمات

 الرؤية الاستراتيجية ومستقبل المنظمات

الرؤية مفهوم إداري معاصر تطور في سياق الفكر الاستراتيجي، يعبر القادة من خلالها عن طموحاتهم بعبارات واضحة ودقيقة تحدد ملامح المستقبل الذي يريدونه لمنظماتهم، وتحويل تلك الرؤية إلى واقع ملموس من خلال خطة استراتيجية تعتمد التقسيم الزمني للأهداف وتوزيعها على مراحل تتسم بالمرونة التي تعطي للرؤية الاستراتيجية قدرةً على التكيف مع المتغيرات والمفاجآت غير المنتظرة وربما قصور التخطيط الاستراتيجي، وهي عوامل من شأنها أن تؤدي إلى تأجيل تنفيذ الرؤية ولكنها لا تلغيها بالضرورة.

        إن الرؤية بماهي تصور ذهني للغايات ربما تقوم به القيادات الإدارية بشكل دائم، إلا أن إخراج تلك الرؤى والتصورات من الحيز الذهني إلى نصوص مكتوبة واضحة ودقيقة يتطلب مشاركة النابهين والطامحين من القيادات والموظفين الراغبين في تغيير الواقع، وهي مشاركة ينبغي أن يمتد تأثيرها الإيجابي إلى التطبيق، ذلك أن التحكم في تحديد المستقبل المنشود لا يتوقف على صياغة الرؤية واختيار كلماتها بل في تطبيق تلك الرؤية، لأن رؤية من غير عمل هي مجرد حلم، وعمل من غير رؤية مضيعة للوقت، ورؤية مع عمل تُحدث التغيير المنشود.

  لقد حتمت التطورات المتسارعة وزيادة التنافسية في عالمنا المعاصر على القادة تخطي واقع منظماتهم ومواجهة تحدياته وتحديد كيف سيكون مستقبل منظماتهم مقارنة بما هي عليه الآن, من خلال تحديد الغايات التي يؤدي تحقيقها إلى إيجاد واقع مغاير لما هو قائم عند لحظة صياغة الرؤية التي ينبغي أن تشكل إطارًا جامعًا للأهداف وموجهًا للأنشطة باتجاه تحقيق المستقبل المحدد في ثناياها, ذلك أن وظيفة الرؤية هي خلق بؤرة تركيز بعيدة المدى تمثل مصدرًا لاستمرارية القرارات والأفعال، وتقديم نقطة البداية لتوجيه المنظمة نحو المستقبل، والتعريف بتحديات التغيير التي يجب على القادة مواجهتها لجعل الرؤية هي الواقع الجديد للمنظمة, مع التأكيد على أن الرؤية تختلف باختلاف طبيعة المنظمة واحتياجاتها، ومستوى التطور الذي وصلت إليه، وأيضًا بحسب ما تتحلى به القيادات من وضوح الرؤية والرغبة في التفوق.

إن الرؤية هي عنوان المستقبل المنشود والذي يجب أن يكون مغايرًا بالضرورة للواقع المراد تجاوزه، وبالتالي لابد وأن تتضمن شيئًا جديدًا وربما غير مألوف، فكما يقول برناردشو" بعض الناس يرى أشياء ويقول لماذا؟ وأنا أرى أشياء لم توجد بعد وأقول لم لا؟" فالكل يجب أن ينظر إلى الأمام وأن يتحدى المألوف والمعتاد المليء بالثغرات، وأن يذهب بشجاعة إلى حيث لم يذهب أحد من قبل، ولكن في إطار انسجام الرؤية مع الخطة الاستراتيجية، لأنه إذا كنت لا تعرف إلى أين أنت ذاهب فهناك احتمال كبير أنك ستصل إلى مكان آخر.

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2015/12/1451364241

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ