

يُعدّ اليوم العالمي للقلب فرصة لتسليط الضوء على أهمية هذا العضو الذي يمنح الحياة لكل خلية في أجسادنا، فهو لا يتوقف عن العمل منذ اللحظة الأولى لميلادنا وحتى آخر أنفاسنا. ومع ازدياد انتشار أمراض القلب على مستوى العالم، بات من الضروري أن نتحدث عن الوقاية والتوعية، لا بل أن نستمع أيضاً إلى التجارب الإنسانية التي تمنح الأرقام والأبحاث معنىً مختلفاً.
وانطلاقاً من هذه الحقيقة، وجدت نفسي أعيش تجربة شخصية لم أكن أتوقعها، حين مررت بعملية جراحية دقيقة في القلب بالمستشفى العسكري، كانت كفيلة بأن تغيّر نظرتي للحياة، وتمنحني فهماً أعمق لمعنى أن يحيا الإنسان بقلبٍ سليم.
كانت لحظات ما قبل العملية من أصعب ما مررت به؛ مشاعر متداخلة بين الخوف والرجاء، وبين القلق والدعاء. وحين أفقت من الجراحة، شعرت وكأنني وُلدت من جديد، وكأن كل نفس يخرج من صدري يذكّرني بأن الحياة هبة لا تُقدّر بثمن. أدركت حينها أن القلب ليس مجرد مضخة دم، بل هو مركز قوة الحياة، وأن إهماله قد يعني خسارة أثمن ما نملك.
لقد علمتني تلك التجربة أن صحة القلب تبدأ من قرارات يومية صغيرة: الالتزام بالغذاء المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين، وإجراء الفحوصات الدورية التي قد تنقذ حياة قبل أن تقع الكارثة.
وأخيرا تجربتي مع العملية الجراحية جعلتني أقدّر الدور العظيم الذي يقوم به الأطباء والكوادر الصحية في المستشفى العسكري، فهم حماة النبض وسند الحياة. واليوم، ومع هذه المناسبة العالمية، رسالتي لكل شخص أن لا ينتظر حتى يصرخ قلبه طلباً للنجدة، بل ليبادر بحمايته من الآن.
فالحياة جميلة حين ينبض قلبك بصحة، فلا تفرّط في أثمن ما تملك.