منفذ X: منفذ بلا حُرّاس
في زمن تتضارب فيه الآراء والتوجهات،
لم تعد المنصات الرقمية مجرّد وسائل تواصل، بل تحوّلت إلى منافذ مفتوحة تؤثر على قناعات الأفراد وسلوكياتهم.
فمنصة X، على وجه الخصوص، أصبحت مساحة لطرح الأفكار مغلّفة بلباقة وود،
تسلك من بين سطورها رسائل تحمل نوايا الخبث، وعلى رغم ذلك فلا تبدو ظاهرة للوهلة الأولى، لكنها بكل خفية تتسلل إلى وعي المستخدم ببطء لا يدركه،
فهذه الرسائل تتمحور حول مسمّى حرية التعبير.
فتبدأ القصة غالبًا بتغريدة بسيطة، بلا إساءة أو صخب، لكنها تُصاغ بلغة تُلامس المشاعر وتثير الشكوك.
ومع تكرارها وكثافة التأييد، تبدأ الفكرة في التغلغل. ليست لقوتها في منطق طرحها، بل في تكرارها الدائم في واجهة التفاعل.
فالخوارزميات هنا ليست محايدة، فهي تخدم ما يثير الانتباه، وصحة ما يُثبت يُحجَم عنه التفاعل.
فالكثيرون يزعمون أن كثرة الإعجابات والمشاركات يدلّ على مصداقية ما هو مكتوب، بينما قد تكون في الحقيقة صدى موجّهًا لك أنت.
فهناك دراسة صادرة عن (جامعة ستانفورد) أظهرت أن 42% من المستخدمين يُغيّرون موقفهم من قضية ما بعد تعرّضهم المتكرر لمحتوى مؤيد لها، بغضّ النظر عن مصدره أو دقّته.
الحل ليس في إغلاق المنافذ، بل في زرع الحُرّاس في جوف أنفسنا:
فحارس يسأل: من صاحب هذا الرأي؟ ولماذا الآن؟
وحارس يتريّث قبل الضغط على زر الإعجاب أو إعادة النشر.
لأننا في عالم لا تُراقَب فيه النوايا، فتصبح الرحمة هي المدخل، ويصبح الرأي الهادئ أداة للتأثير الناعم.
وهنا، يبدأ الوعي… أو يبدأ الانحدار.
ليان محمد البطاح
طالبة نظم معلومات