الأحد 05 مايو 2024

دليلك إلى تأليف نص مسرحي بكلية التربية بالخرج

دليلك إلى تأليف نص مسرحي بكلية التربية بالخرج
امجاد الجلال

لطالما كانت عتبات المسارح قائدة تأخذ بأيدي مرتاديها إلى الفنون، ومن هنا فلا غرابة أن يكون "المسرح" أبًا لكل الفنون؛ ولهذا وانطلاقًا من رؤية المملكة 2030، التي أَوْلَت المسرح اهتمامًا واسعًا، ورؤية الجامعة، التي أطلقت في عامها المنصرم مسابقة لكتابة النص المسرحي، كان اهتمام قسم اللغة العربية بتقديم ورشة عمل حول كيفية كتابة النص المسرحي، وأول وقفة كانت حول المصادر التي ينهل منها الكاتب المسرحي ليؤلِّف، وبالمجاراة بين المتدربات والمدربات تبين بما لا يدع مجالًا للشك أن المرتكز الأصيل الذي يهرع إليه كل من أراد التأليف في المسرح من اليونانيين القدماء حتى يومنا الحالي هو التراث الإنساني - سابقًا كان أو معاصرًا، محليَّا كان أو عالميًّا-، جنبًا إلى جنب مع ما جاد به خيال المؤلف، وما اكتنزته حصيلته من تجارب ذاتية أو نقل له من تجارب غيرية، فيستعين بها جميعا على خلق عالمٍ موازٍ لا يخلو من دهشة معجبة مؤنقة.
وبعد التواضع على المنجم الذي يمتح منه الكاتب الفكرة ويسلح به قلمه ليكتب، توقفنا قليلًا مع الكيفية التي يجب أن تكون عليها (نقطة البداية)، فأشرنا إلى ضرورة أن تكون البداية (ذروة) ولا يجوز أن تكون (متباطئة) ألبتة؛ وذلك لأن من شأن البداية من ذروة التأزم أن تحبس أنفاس الجمهور وتحرضهم على الاستمرار، بينما يقطع التباطؤ الرغبة في مواصلة المشاهدة. كما يستحسن أن تغلف البداية بغلاف شفيف من الغموض الموحي لرفع وتيرة التساؤل في أذهان المتلقين.
ثم تعرضنا إلى قوام العمل الدرامي (الشخصيات) ففصلنا القول في أنواعها وكيفية بنائها، وأكدنا على ضرورة أن يلحظ الجمهور أن الشخصية تتطور تتطورًا بريبيتيًّا صحيحًا فتنتقل من الجهل إلى العلم، أو من الضلال إلى الهدى، أو من الشك إلى اليقين، أو من ضبابية الرؤية إلى وضوحها، ولا يصح أن تكون جامدة، أمَّا عما تتلفظ به من حوارات الخارجية أو المنولوجات الداخلية فينبغي أن تؤدي دورها في التطور الدرامي، كما لايصح أن تكون (خاصة الشخصيات التي تنطق بالفصحى) شخصيات تثير الشفقة، وتدعو للضحك بل ينبغي استعمال لغة لائقة قريبة للفهم يحترم بها المشاهدة الشخصية ولا يسخر من تقعرها وإغرابها. ثم لابد أن تدفع الشخصيات بعجلة الدراما المسرحية بأقوالها وأفعالها، ولا يكون وجودها تزيدًا لا طائل منه، وأخيراً، يستحسن المراوحة بين الحوار الخارجي، والنجوى الداخلية قطعًا للسآمة.
أمَّا عن الخلق الدرامي فينبغي أن تكون له ثيمة موحدة، كما يحسن أن يتمكن الكاتب المسرحي من إنتاج عالم موازٍ مستقل، ويتجنب وضعية المرآة التي تنقل الصورة الحرفية للعالم المعاش، إذْ إن قدوم الجمهور إلى المسرح نابع من حاجتهم إلى رؤية العالم من زاوية رمزية أخرى، بعيدًا كل البعد عن المباشرة والوعظية.
وخُتِم القول بالحديث عن لحظة الحل التي يحسن أن تكون مفاجئة، مفتوحة، موحية، مكثفة، وبعيدة كل البعد عن الخطابية والمباشرة والتقرير.

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/news/2021/10/1634069980

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ