ندوة بعنوان: (تكافل المملكة العربية السعودية في وقت الأزمات بجامعة الأمير سطام

 

نظمت ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بالجامعة بالتعاون مع وحدة الوعي الفكري ندوة عن تكافل المملكة العربية السعودية في وقت الأزمات وذلك يوم الاثنين الموافق 13/ 8/ 1441هـ الساعة التاسعة مساءً عن طريق القاعة الافتراضية في نظام الجامعة الالكتروني، وقد حضرها عدد كبير من منسوبي الجامعة وغيرهم، حيث بدأت الندوة بمقدمة عن التكافل في المملكة العربية السعودية في وقت الأزمات، والجهود التكافلية التي تبذلها المملكة العربية السعودية في الأزمة الحالية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان قدمها مدير الندوة الدكتور أحمد الشثري أستاذ الفقه المشارك بالجامعة، ، ثم تحدث الدكتور سعد الشهراني أستاذ الطب المشارك بالجامعة عن فيروس كورونا المستجد وطريقة انتقاله والأعراض التي تظهر على المريض وطرق الوقاية منه، والجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة لكبح جماح وباء كورونا عبر إطلاق حزمة من القرارات والإجراءات الضرورية لمنع تفشي المرض والجهور الجبارة التي تبذلها القطاعات الصحية الحكومية والخاصة بإشراف مباشر من وزارة الصحة.

وختم حديثه عن دور الفرد في مواجهة الأزمة بين الواقع و المأمول مع التنبيه على ضرورة التقيد بكافة الإجراءات والتعليمات والتعاون مع الجهات المختصة.

ثم تحدث الدكتور محمد المقبل أستاذ الفقه المساعد بالجامعة عن دور المملكة العربية السعودية في الأزمة الحالية متمثلة في المبادرات الأخلاقية مبيناً وجود الحاجة الماسة لنشر الفأل والسكينة في قلوب المؤمنين، حيث أن العامل النفسي له أثر كبير على صحة الإنسان.

ومن صور معاني التكافل الأخلاق، الرقي في التعامل مع الآخرين من محبة للخير والعطاء للمحتاجين في ظل هذه الأزمة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:(لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ). فالإحسان وبذل المعروف من صفات المسلم، كما أن من صفات المكذبين بيوم الدين أنهم: (يَمْنَعُونَ الْمَاعُون).

   ثم تحدث الدكتور محمد المقبل عن صور من التكافل في وطننا الغالي حكومة وشعباً من خلال هذه الأزمة، ويصدق فيهم قول النبي-عليه السلام- (( مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى)).

واحساساً بالمسؤولية المجتمعية صدرت عدد من القرارات وحزم من المبادرات النوعية تمثلت في عدد من الأوامر الملكية في هذه الأزمة الحالية، وتكافل وتعاون الجميع استشعاراً بالمسؤولية تجاه وطنهم الغالي، ومن جملة هذه المبادرات: الصندوق المجتمعي للتخفيف من آثار كورونا، ساهم فيه عدد من الشركات والمؤسسات الخيرية، وصندوق الوقف الصحي حيث بادرت عدد من المصارف والبنوك المحلية إلى دعمه إضافة إلى عدد من المؤسسات المانحة والوقفية، ورجال الأعمال ، ومن المبادرات التكافلية النوعية مبادرة كلنا عطاء، ومبادرة العطاء الرقمي، ومن أريد المزيد عليه الرجوع لدليل المبادرات المجتمعية لمواجهة فايروس كرونا، وتشكر جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز في مبادرتها بتوفير عدد من الطاقم الطبي بالكليات الصحية تجاوز مئتي كادر طبي، وغيرها من المبادرات المجتمعية والأخلاقية.​.

ثم تحدث الدكتور حسين الربيعي أستاذ الهندسة المساعد بالجامعة عن نماذج تكافلية للمبتعثين السعوديين في إدارة الازمات، وكان أحد الطلاب المبتعثين للولايات المتحدة الأمريكية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، مفتخراً في بداية حديثة بكلمة وحديث ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حينما تحدث عن دور شباب الوطن في تنمية الوطن قائلاً (الفزعة في دمكم) وذلك عندما التقى بمجموعة من الطلاب المبتعثين في ولاية تكساس في مدينة هيوستن الذين قاموا بمساعدة المتضررين من إعصار هارفي، مبشراً كل من ينتمي لهذه البلاد المباركة حكومة وشعباً وكل ما يقدم لأبنائها من تعليم وغيره فإنه يظهر جلياً في كل وقت وخاصة في أوقات الأزمات من التكافل والإحسان ومساعدة الآخرين في أوقات الأزمات

وذكر الدكتور حسين أنه في عام 2017 كان رئيساً للنادي السعودي في جامعة جنوب فلوريدا في مدينة تامبا في ولاية فلوريدا وشاءت الأقدار بوجود أزمة في الولايات المتحدة الامريكية وخاصة في الولايات الجنوبية الشرقية وأكثرها تضرراً ولاية فلوريدا من إعصار ارما حيث صنف قبل وقوعه بالدرجة الخامسة وهذا يعني أن الساكنين في هذه الولاية في خطر عظيم الى درجة أنه سمي في الإعلام بالهروب الكبير حيث خرج من الولاية قرابة 6 مليون شخص

وعندما تم الإعلان عن خطر هذا الإعصار، قام النادي السعودي متمثلة في الملحقية الثقافية وسفارة  خادم الحرمين الشريفين بتكوين فريق عمل لمتابعة الرسائل الإرشادية سواء من الملحقية أو من الوسائل الرسمية في الولاية لتوعية المبتعثين والمبتعثات، وكان عددهم قرابة 500 شخص، وأعلنت الملحقية السعودية أنه تم حجز عدد من الفنادق خمس نجوم في واشنطن لاستقبال المبتعثين والمبتعثات هناك وتم كذلك فتح قنوات رسمية مباشرة من السفارة السعودية وكذلك الملحقية مع رؤوساء الأندية لتسهيل عملية التواصل، ,وقد سطر الطلاب المبتعثين أروع الأمثلة في هذه الأزمة في التلاحم، والتكافل، وذكر الدكتور حسين عدداً من القصص والمواقف البطولية للطلاب المبتعثين في هذه الأزمات، مبيناً أن المملكة العربية السعودية دائماً تهتم بمواطنيها سواء في الداخل او الخارج وأكبر دليل ما نشاهده في هذه الأزمة الحالية.

ثم تحدث المهندس عمر الضباح وهو أحد طلاب جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز المبتعثين حالياً  في الولايات المتحدة الأمريكية بجامعة نيويورك، وذكر ما يعانيه أهل ولاية نيويورك من الأزمة الحالية، وما تبذله سفارة خادم الحرمين الشريفين من إيواء الطلاب المبتعثين والمواطنين السعودين في فنادق خمسه نجوم بجميع الوجبات، والمتابعة الطبية وتسخير وتذليل جميع العقبات التي تواجههم في هذه الأزمة، ثم ختم الندوة مدير الندوة الدكتور أحمد الشثري مقدماً شكره لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الحامد، ومنسوبي الجامعة على ترتيب هذه الندوة سائلاً الله عزوجل أن يكشف الغمة ويزيل البلاء عن العباد والبلاد.