الخميس 25 أبريل 2024

الملك سلمان: «كورونا» مرحلة صعبة لكنها ستمضي.. بالتعاون الدولي

الملك سلمان: «كورونا» مرحلة صعبة لكنها ستمضي.. بالتعاون الدولي

الملك سلمان: «كورونا» مرحلة صعبة لكنها ستمضي.. بالتعاون الدولي

واجهت المملكة العربية السعودية في العقدين المنصرمين عددًا من التهديدات السياسية والأمنية الخطيرة، تعاملت معها، كما عبَّر وزير الخارجية الأسبق صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - بنهجٍ اتسم دومًا بقوة الدبلوماسية.

وتجدر الإشارة هنا إلى رفض المملكة مقعدًا غير دائم في مجلس الأمن عام 2013م، وإلغاء كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة في تاريخ المملكة، وجاء ذلك – كما صرَّح مصدر مسؤول - امتعاضًا من مواقف الأمم المتحدة من القضايا العربية والإسلامية، وازدواجية المعايير في جعْل الشرق الأوسط خاليًا من أسلحة الدمار الشامل (العربية نت، السعودية تعتذر عن عدم قبول عضوية مجلس الأمن حتى إصلاحه، 18 أكتوبر 2013م؛ صحيفة الشرق الأوسط، المملكة العربية السعودية تلغي كلمتها أمام الجمعية العامة، العدد 12727، 2 أكتوبر 2013م).

ومع ازدياد وتيرة التهديدات بشكلٍ لم يسبق لهُ مثيل في الشرق الأوسط، خلال العقد المنصرم تحديدًا، ومُبايعة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وتوليه مقاليد الحكم في ٢٣ يناير ٢٠١٥م، أضحت الرياض تتعامل بدبلوماسية القوة تلبيةً لظروف المرحلة بمخاطرها.. وعبَّر الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - سابقًا عن اشتياقه أحيانًا إلى هذا النوع من الدبلوماسية، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» (الأنفال: 60) (السيد، صحيفة الشرق الأوسط، رؤية سعود الفيصل للقضايا العربية والإسلامية، العدد 13380، 2015م).

من هنا، وبنهجٍ اتسم بالحزم وتعزيز القوة باعتبارهما هدفًا قوميًّا، فضلًا عن التطلُّع إلى دور قيادي في العالم العربي والإسلامي، وفي سياق منطقة تشهد تحديات لم يسبق لها مثيل، ورغبة قوى إقليمية في لعب دور الشرطي، بعيدًا عن التعاون المفضي إلى التوازن الإستراتيجي، استطاعت الرياض تجاوُز كثيرٍ من المخاطر التي وُصفت بأنها الأكثر خطورةً في الشرق الأوسط، حسب كثيرٍ من الباحثين، وذلك من خلال تعزيز العمل العربي المشترك ودعمه بقيادة المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية، وتعزيز استعادة مصر دورها المحوري، وإعادة اليمن إلى حضنه العروبي، إضافة إلى تشكيل التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والمحافظة على العلاقة مع واشنطن وتطوير العلاقات الدولية مع كلٍّ من روسيا والصين والهند.

وفي سياق هذه التهديدات الخطيرة، التي لا يتسع المجال هنا لذكرها، يشهد العالم الآن وباءً عالميًّا (كورونا المستجد - COVID 19) وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه «جائحة عالمية»، وهو تهديد لا يقل خطورةً عن التهديدات الأمنية والسياسية، خصوصًا أن الأمن تغيَّر مفهومه مع الربع الأخير من القرن الماضي ليتناول أبعادًا متنوِّعة تتزايد أهميتها مع مرور الوقت وفي ظل عولمة متسارعة في شتى المجالات، تتطلب سعيًا دؤوبًا إلى التعاون الدولي لتحقيق الأمن بمفهومه الشامل، وعملًا جادًّا لتحقيق الهدف الرئيس، وهو حفظ الأمن والسلم الدوليين، فضلًا عن ضرورة العمل الحثيث من قِبَل المجتمع الدولي لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

من هنا، تأمل المملكة، من خلال أول قمة افتراضية لمجموعة العشرين، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله، يوم الخميس الماضي، 26 مارس 2020م، العمل والإسراع للتصدي لهذه الجائحة، من خلال التعاون الدولي والعمل الدؤوب لتوحيد الجهود وتحقيق التنمية المستدامة في العالم أجمع.

وفي سياق ما تشهده المملكة من جهود احترازية تواكب خطورة هذه الأزمة، بعيدًا عن الاستهتار والغوص في نظريات المؤامرات التي لا طائل من الحديث حولها الآن،  ينبغي التأكيد على أهمية التمسُّك بمبادئ الدين الإسلامي، والصبر، وضبط النفس، وتغليب الحكمة وصوت العقل، التي تمثِّل، بلا شك، أبرز مرتكزات السياسة السعودية.

وقد أكَّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان - يحفظه الله - بتاريخ ١٩ مارس ٢٠٢٠م، بخصوص هذه الأزمة، أنها مرحلة، ستمر وتمضي، على الرغم من قسوتها ومرارتها وصعوبتها، ونحن مؤمنون بقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ (الشرح: 5، 6).(وكالة الأنباء السعودية، واس، 19 مارس 2020م، خادم الحرمين يوجِّه كلمة للمواطنين والمقيمين على أرض المملكة).

 

 

 

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2020/04/1585824292

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ