الزراعة العضوية
الزراعة إحدى أهم المهن التي مارسها الانسان، إن لم تكن أهمها على الاطلاق. وفي معظم البلدان تشغل أكثر من ثلث المساحة، ويعمل فيها وفي القطاعات المرتبطة بها ملايين البشر في أنحاء العالم. وتشكل الزراعة مصدراً مهماً ـ وربما المصدر الرئيسي ـ للدخل في كثير من الدول. ويعد التوسع في الانتاج الزراعي أمراً لا مناص منه لتوفير الغذاء وتلبية الاحتياجات الضرورية لسكان الأرض الذين يتزايدون بإستمرار، وأن الزراعة التي تعتمد على إدارة النظام الحيوي الطبيعي لتطوير المزروعات وزيادة نموها بدلاً من المدخلات الكيميائية المختلفة التي تدخل إلى الزراعة، وهي زراعة خالية من أية مبيدات حشرية أو أسمدة صناعية أو عقاقير تتعلق بالنبات، كما أنها لا تعتمد على استخدام البذور المحسنة أو السلالات المعدلة وراثياً والمواد الهرمونية والمضافة والمواد الحافظة، بل إن اعتمادها الكامل يكون على خصوبة التربة، بحيث تحافظ على التنوع الحيوي، وتكون على شكل نظام متكامل وشامل لإنتاج مختلف الأصناف الزراعية، وتستخدم أساليب وطرق طبيعية غير خارجية، وفي هذا المقال سنذكر عدة معلومات عن الزراعة العضوية. فوائد الزراعة العضوية: تقدم الزراعة العضوية فوائد كثيرة للبيئة والإنسان، وأهم هذه الفوائد ما يلي: تتميز باستدامتها، كما أنها لا تعتمد على أي مصادر خارجية، لذلك فإنها لا تكون مرهونة بتوفر مواد معينة، وإنما تعتمد على الطبيعة بشكل أساسي، تقلل من فرصة حدوث تلوث في المياه الجوفية والسطحية، تحافظ على التربة وتحفظ خصائصها وخصوبتها وتوازنها. تقلل من استهلاك الطاقة غير المتجددة إلى أقل حد ممكن. تحافظ على الصحة العامة للإنسان والحيوان والنبات والتربة، تساهم في زيادة القدرة التنافسية بين المنتجات الزراعية بمختلف أنواعها. تمنع التلوث بالأسمدة والمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية المختلفة. تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، أهداف الزراعة العضوية: المساهمة في إنتاج غذاء بمواصفات عالية وقيمة غذائية كبيرة وبكميات كبيرة أيضاً. المساهمة في بناء الأنظمة الطبيعية جميعها، ومراعاة الأبعاد البيئية والاجتماعية. الحفاظ على مستوى خصوبة التربة وتوازن عناصرها ومكوناتها الطبيعية. تنشيط النظم الحيوية الزراعية بما فيها من كائنات دقيقة موجودة في التربة، بحيث يتم الحفاظ على توازن جميع مكونات التربة، بحيث لا يطغى أي شيء على الآخر. الاعتماد على استخدام مصادر الطبيعة المتجددة بشكل كامل مثل الماء والتربة، وتقلل استخدام موارد الطاقة غير المتجددة إلى أقل ما يمكن. بناء نظام زراعي متجانس بحيث يكون هناك توازن ما بين العناصر الغذائية من جهة، والمخلفات العضوية من جهة أخرى. تقليل مظاهر التلوث البيئي إلى أقل حد ممكن، خصوصاً فيما يتعلق بعدم استخدام المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية التي تلوث الهواء والتربة والنبات والحيوان، وربما تسبب الإصابة بأمراض عديدة. إنتاج مواد عضوية لا تضر البيئة، وقابلة للتحلل كاملاً. استخدام المياه ومصادرها بشكل صحي وآمن، بحيث لا تسبب تغير خصائها ولا تسبب تلوث مصادرها، والإقبال الكبير على شراء المحاصيل الزراعية العضوية المصدر هي دليل على زيادة الوعي الصحي عند المستهلكين كما إنها أفضل سبيل لتشجيع المزارعين على اعتماد طرق الزراعة العضوية والتوقف عن نشر السموم في الأرض وفي مصادر المياه وفي الطعام الذي نتناوله والذي غدى بلا طعم ولا رائحة وقد بات المصطلح ” منتج عضوي” علامة تجارية تحميها القوانين الدولية ودليل وعي ورقي . وهو يعني أن المنتج تم تحليله بدقة من قبل هيئة مراقبة مستقلة وأنه خالي من أي أثار للمواد الكيميائية الفتاكة ، وقد تكون كلفة المنتجات العضوية أكثر من المنتجات العادية على المدى القصير. ولكن الكلفة الطويلة المدى للزراعة الغير عضوية ، هي باهظة على صحتنا وصحة أجيالنا وعلى البيئة ولا تقدر بثمن .. ولكن لا يزال من الضروري أن تقوم الدول والشركات على تشجيع إقامة الزراعات العضوية بإعطاء القروض المالية وبرامج التوعية والإرشاد عن أهمية وفوائد تلك الزراعة وتأمين البدائل من الأسمدة والمبيدات الطبيعية المنشأ وعدم إستيراد ماهو ضار أو محرم دوليا , بالإضافة إلى تشجيع المتاجر أو الأسواق المركزية و المحلية على عرض المحاصيل و الطعام العضوي والمداومة على شراؤه دون سواه.