الخميس 25 أبريل 2024

اليوم الوطني ..ذكرى التاريخ وإشراقة المستقبل

اليوم الوطني ..ذكرى التاريخ وإشراقة المستقبل

 

تدور عجلة الزمان، ويداول الله الأيام، وتتعدد الأحداث والوقائع لكن ذاكرة التاريخ لا تحفظ إلا الأثر الباقي الذي استطاع أن يغير معالم الأيام ويرسم معالم المستقبل ويستشرف آفاقه.

لقد منّ الله على بلاد الحرمين الشريفين بنعم لا تُعد ولا تُحصى، فكتب لها أن تحتل ما شاء الله لها من مكانة ومنزلة في التاريخ والجغرافيا على مرّ العصور والأزمنة.

وكتب الله عز وجل أيضًا أن يتجدد إشعاع الخير والحضارة فيها فتكون أمة ذات حضارة وعراقة ارتقت بالبشريّة وقدمت لها الكثير في العلم والمعرفة ومكارم الأخلاق.

وكتب الله لها التوحيد في كلّ أمورها في عبادتها وأرضها وهيأ على ترابها من يحمي هذا التوحيد ويسعى له، فوحدّ الله أرضها بعد تفرق على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه، بما حباه الله من إرادة وإيمان وعزيمة واستحضار للواقع بمتطلباته، واستشراف للمستقبل بتوقعاته.

فجمع الملك عبد العزيز الأشتات، ووحّد الراية ، وأسس دولة شامخة البنيان واسعة الأرجاء زاخرة بالخيرات وبنى معالم نهضتها على الحق والإيمان والعدل وابتغاء مرضاة الله عزّ وجل، وأورث أبناءه حكمته وإيمانه، وترك فيهم الإيمان والعقيدة والعمل لنهضة البلاد ورخاء العباد.

فساد الأمنّ والاستقرار اللّذين بهما يثمر البناء وتعلو معالم التقدم والازدهار.

وتواصلت حلقات البناء والتطور من المؤسس إلى أبنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله الذي أعاد رونق التاريخ بِأَلَق المستقبل.

فاختط معالم الحضارة في المملكة على هدي أبيه مستلهمًا ذكرى التاريخ في استشرف المستقبل بالوقوف مع الحق والانتصار للمواقف الإنسانيّة في قضايا الأمتين الإسلاميّة والعربيّة.

وضرب بساعده الأيمن- ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان- خفافيش الظلام وأساطين الفساد، وأعلنا معًا بناء الوطن باستثمار الإنسان، فبسطا التعليم، وذللا الصعاب ليتسلل نوره إلى كلّ بيت وقرية ومدينة، لصناعة الكفاءات الوطنيّة المؤهلة التي تتولى أزِمّة البناء والعمل.

إنّ ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة العربية السعوديّة بكل دلالته ومعانيه يُعدّ دستور حياة لآفاق المستقبل للمملكة بما يعكسه على الوطن من أمنٍ واستقرار وتقدم وريادة والحفاظ على مكتسبات الوطن، والسير به إلى برّ الأمان والنهضة، وتجنيبه الكثير من الأزمات التي ضربت كثيرًا من البلدان حولنا فتركتها هشيمًا تذروه الرياح.

لقد بث اليوم الوطني في ذكراه تلك اللحمة الوطنيّة بين أفراد المجتمع وقياداته في تناغم وعمل لا تجد للشيطان بينهما سبيلا؛ فبايع شعبُ المملكة قادَتَه على السمع والطاعة، وبايع قادتُه شعبَ المملكة على العمل والتقدم والأمن والأمان والاستقرار .

فانطلقت أصداء تلك المعزوفة الراقية يرتد صداها في جنبات الدنيا معلنة المملكة العربية السعودية مملكة الخير والنماء والريادة تدك بساعدها كلّ معتدٍ أثيم، وتبني بالأخرى صروح الحقّ والارتقاء.      

 واللهَ أسأل أن يديم عِزّ بلادنا وأمنها واستقرارها، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين اللّذين أرفع لهما ولكافة أبناء الأسرة المالكة أسمى التهنئات والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني الأغر، راجيًا الله تعالى لهم ولوطننا العزيز دوام الرفعة والشموخ. والله الموفق.

 

                                                                  المستشار والمشرف العام على مكتب مدير جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز

                                                                     

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2018/09/1537727016

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ