الخميس 25 أبريل 2024

سلسلة مقالات ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز [ 1 ] هدية الطالب لأستاذه (رؤية فقهية شرعية)

سلسلة مقالات ممثلية الجمعية الفقهية السعودية بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز [ 1 ] هدية الطالب لأستاذه (رؤية فقهية شرعية)

الفقه في الدين من أفضل الأعمال وأطيب الخصال وهو علامة على الخيرية, وينبغي لكل متخصص أن يعرف فقه المسائل الشرعية للفن والصنعة التي يعمل فيها, ومن المسائل التي يكثر السؤال عنها في المحاضن التعليمية, هدية الطالب لأستاذه, حيث أن الأصل في الهدية أنه مرغب فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم, لأن المقصود بها التآلف والمحبة والمودة, وكثير من الطلاب ينظر إلى أستاذه نظر التقدير والاحترام والإجلال فيحب أن يكافئ أستاذه على جميل صنعه وكريم أخلاقه, وتقديراً لعظم الفائدة التي استفادها منه, فيقدم الهدية إلى أستاذه تكريماً له, وقد يجد الأستاذ حرجاً في قبول الهدية من تلميذه الذي يجلس بين يديه في مقاعد الدراسة وهو محتاج إلى تقييمه وتقديره, والهدية في هذه الحال يُنظرُ إليها من حيث عمل الأستاذ, فإن الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره, فعمل الأستاذ إما أن يكون احتساباً وتطوعاً, فهو محسن وماعلى المحسنين من سبيل, وعمله من المعروف الذي يستحق المكافأة عليه, وقد قال صلى الله عليه وسلم:(من صنع إليكم معروفاً فكافئوه), وبناءً على ذلك فقبوله للهدية جائز ولا حرج عليه في ذلك, وإما أن يكون عمله مقابل أجرة ومرتب سواء من جهة حكومية أو خيرية, فإن هدية الطالب لأستاذه أثناء تدريسه للطالب لا تجوز, لدخولها في قوله صلى الله عليه وسلم:(هدايا العمال غلول), فالهدية مهما كانت فإنها ستؤثر في قلب من أُهديت إليه, وقد تواترت الفتاوى وأقوال العلماء على تحريمها, يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:(الهدايا من الطالبات للمدرسات ومن الطلاب للمدرسين فيها خطر ويخشى منها أن تكون رشوة وأن تسبب ميلاً من المدرس أو المدرسة إلى صاحب الهدية فينبغي عدم قبول الهدايا), وقال الشيخ صالح الفوزان:(لا يجوز للمدرس أن يقبل الهدية من الطلاب إذا كان له راتب يدفع إليه من الحكومة, ولا يأخذ من الطلاب شيئاً لأنه حينئذ يكون من باب الرشوة, لأن المدرس حاكم على الطلاب في أجوبتهم واختبارهم ورسوبهم), وقد يجد الأستاذ حرجاً ومشقة في رد هدية الطالب خشية أن يجد الطالب في نفسه, فقد أجاب غير واحد من العلماء بأنه إذا اضطر إلى أن يأخذ شيئاً مما يهدى إليه مراعاة لخاطر المهدي، كما يقع من الطالبات مع المعلمات كثيراً، فالواجب أن ترد بطريقة المكافأة، وإذا كافأ الإنسان على الهدية خرج من تبعتها يعني إذا أخذها المعلم وكافأ التلميذ عليها بهدية مثلها لا برفع درجاته، وإذا كان الإهداء علانية فينبغي أن تكون المكافأة كذلك، ليبعد الإنسان نفسه عن الظنون السيئة، وينبغي توجيه الطلاب والطالبات إلى عدم الحرص على الإهداء، وأن يستغنى عن ذلك بالدعاء فهو خير وأبقى, اللهم فقهنا في الدين, وعلمنا  ما ينفعنا يارب العالمين..

 

 

قيم هذا المحتوى
QR Code for https://np.psau.edu.sa/ar/article/2016/02/1456036635

تحويل التاريخ

التحويل من
التاريخ